فَسُبحانَ من لا يَسْتَحِقُّ أَحَدٌ أن يكونَ كذلك غَيْرُهُ، وتعالَى عُلُوًا كبيرًا.

فَيُقَالُ لمن ردَّ ما ذكرنا من كتاب الله، وهذه الأخبار، ولم يُقِر لله بِعِلْمٍ سابق: أرأيت الله يعلمُ أن الساعةَ آتيةٌ؟ فإن قال: لا؛ فقد فار (?) قوله وكَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ على نبيه - صلى الله عليه وسلم - وكَذَّبَ بِالبَعْثِ، وأخبرك أَنَّهُ نَفْسُهُ لا يُؤمنُ بقيامِ السَّاعَةِ.

وإن قال يَعْلَمُ اللهُ أنَّ الساعةَ آتيةٌ؛ فقد أَقَرَّ بِكُلِّ العلم، شاء أو أَبَى، ويقال له أيضًا: أَعَلِمَ اللهُ قبل أن يَخْلُقَ الخَلْقَ أنه خالقهم؟ فإن قال لا؛ فقد كفر بالله العظيم، وإن قال بلى؛ فقد أَقَرَّ بالعِلْمِ السَّابِقِ، وانْتَقَضَ عليه مذهبه في رَدِّ عِلْمِ اللهِ، وهو منتقض عليه -على زعمه-.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015