كل هؤلاء وأمثالهم بالمئات قال الحافظ في ترجمة كل منهم "مجهول" مع توثيق ابن حبان إياهم!
فهذه أدلة قاطعة على أن توثيق ابن حبان غير موثوق به عند العلماء، وأن هذه القاعدة التي ذكرها فضيلة الشيخ ليست على إطلاقها حتى عند الحافظ ابن حجر الذي عزا الشيخ تصحيحها إليه!
فليحفظ هذا فإنه مفيد جدًا في معرض النزاع لاسيما فيما يأتي من ردنا التفصيلي على الشيخ.
3 - نقلنا عن الشيخ فيما سبق أن الغرابة عند الترمذي ... قد تجامع الصحة. فأقول:
هذه القاعدة غير صحيحة أيضًا على إطلاقها بل هي مقيدة بقيود أهمها إذا لم يصرح الترمذي. بتضعيف الحديث الذي وصفه بالغرابة وإلا فهي في هذه الحالة لا تجامعها الصحة أبدًا وإليك بعض الأمثلة من سننه:
1 - جاءني جبريل فقال: يا محمد إذا توضأت فانتضح" قال الترمذي (1/ 71):
"هذا حديث غريب، وسمعت محمدًا (يعني البخاري) يقول الحسن بن علي الهاشمي منكر الحديث".
2 - عن معاذ بن جبل قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه. قال الترمذي (1/ 76).
"هذا حديث غريب، وإسناده ضعيف".
3 - عن أبي بن كعب مرفوعًا: "إن للوضوء شيطانًا يقال له: الولهان، فاتقوا وسواس الماء".
قال الترمذي: (1/ 85):
"حديث غريب وليس إسناده بالقوي".
4 - عن ابن عباس مرفوعًا: "من أذن سبع سنين محتسبًا كتبت له براءة من النار".
قال الترمذي (1/ 401):