الرد المفحم (صفحة 8)

البحث الثاني: يزعم كثير من المخالفين المتشددين: أن (الجلباب) المأمور به في آية الأحزاب هو بمعنى (الحجاب) المذكور في الآية الأخرى: (فاسألوهن من وراء حجاب) [الأحزاب: 53] وهذا خلط عجيب حملهم عليه علمهم بأن الآية الأولى لا دليل فيها على أن الوجه والكفين عورة بخلاف الأخرى فإنها في المرأة وهي في دارها إذ إنها لا تكون عادة متجلببة ولا متخمرة فيها فلا تبرز للسائل خلافا لما يفعل بعضهن اليوم ممن لا أخلاق لهن وقد نبه على هذا الفرق شيخ الإسلام ابن تيمية فقال في " الفتاوى " (15 / 448) :

فآية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن وآية الحجاب عند المخاطبة في المساكن

قلت: فليس في أي من الآيتين ما يدل على وجوب ستر الوجه والكفين

أما الأولى فلأن الجلباب هو الملاءة التي تلتحف بها المرأة فوق ثيابها - وليس على وجهها - كما هو مذكور فيما يأتي من الكتاب (ص 83) وعلى هذا كتب اللغة قاطبة ليس في شيء منها ذكر للوجه البتة

وقد صح عن ابن عباس أنه قال في تفسيرها:

تدني الجلباب إلى وجهها ولا تضرب به

أخرجه أبو داود في " مسائله " (ص 110) وما خالفه إما شاذ أو ضعيف والتفصيل في تلك المقدمة

[10]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015