الرد المفحم (صفحة 78)

وخلاصة الكلام على هذا الحديث أن الشيخ ومقلديه قد خالفوا - ليضيق أفقهم العلمي - الإمام أحمد ومتبعه من الحنابلة الكبار وغيرهم حديثيا وفقهيا

أما الأول فلأنهم صححوا الحديث وهو عند أحمد وغيره ضعيف معلل بالجهالة ولم ينتبه لها ابن القطان في " نظره " (66 / 1) فإن من عادته أن يعل الحديث بمثلها بل وبالجهالة الحالية عنده كما فعل بحديث أم صبية: " اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناء واحد ". (ق 20 / 2) وهو حديث صحيح مخرج في " صحيح أبي داود " (71)

وأما الآخر فلأنهم حملوه على عموم النساء وهو خاص بنسائه صلى الله عليه وسلم وهو الذي استحسنه الحافظ في " التلخيص " (3 / 148) وقال:

وبه جمع المنذري في حواشيه واستحسنه شيخنا

وأما غير الحنابلة فقال القرطبي في " تفسيره " (12 / 228) : " هذا الحديث لا يصح عند أهل النقل لأن راويه نبهان ممن لا يحتج بحديثه "

فما الحيلة مع هذا الشيخ الذي يأخذ من الأقوال ما يشتهي ولو تبين خطؤها ومخالفتها لقواعد العلماء؟ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015