استدلالي بالحديث أوهم أنه في المخطوبة وهو يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن قد خطبها - كما ذكرت هناك عن الحافظ ابن حجر - وإنما هي عرضت نفسها عليه صلى الله عليه وسلم كما هو صريح الحديث وكان ذلك في المسجد كما في رواية الإسماعيلي وعلى مرأى من سهل بن سعد راويه والقوم الذين كان فيهم كما في رواية للبخاري وأبي يعلى والطبراني وراويتهما أتم كما سترها هناك
فهل استقام في ذهن الشيخ ومقلديه جواز الخطبة على مرأى من الأجانب؟ وهو الأمر الذي ينكرونه ويبالغون في إنكاره ولو بتحريف الكلم عن مواضعه كقول بعضهم:
أليس في الحديث أنها كانت سافرة الوجه
ذكره الأخ في " العودة " (3 / 368) مع أقوال أخرى لا تستحق الذكر لظهور بطلانها منها قول التويجري المذكور ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم. وهذه كلمة حق أريد بها باطل لأن البحث في رؤية الصحابة كما لا يخفى على ذي عين
وفي ظني أن الشيخ الفاضل محمد بن صالح بن عثيمين إنما لم يتعرض للجواب عن الحديث بشيء من هذه الأجوبة لظهور ضعفها فرأى السلامة في السكوت وترك المراء جزاه الله خيرا. وإن كنت آمل منه إعادة النظر في المسألة على ضوء ما تقدم من البيان وما سيأتي في
[45]