الرد المفحم (صفحة 152)

لم يقصد ولا خوف. . . كذلك أيضا لا خلاف في جواز إبداء الرجال شعورهم وأذرعهم وسوقهم بحضرة الرجال وبحضرة النساء "

إذا عرفت هذا فأنا أقول دون أي تردد: إن هؤلاء المتشددين على النساء مع مخالفتهم للنصوص الشرعية وأقوال الأئمة فإنهم لا يفكرون فيما يخرج من أفواههم

أو على الأقل لا ينتبهون إلى أبعاد أقوالهم

وإلا كيف يتصورون أن تغض المرأة بصرها عن الخطيب يوم الجمعة مثلا وهو يخطب أو عن المفتي وهي تستفتيه؟ بل كيف يمكن لهذا المفتي وأمثاله من الباعة أن لا ينظروا إلى وجهها ويديها وهم يتعاملون معها "؟ فالحق أقول: إن هؤلاء المتشددين يقولون ما لا يعقلون ويعملون بخلاف ما يقولون فأخشى أن يعمهم قول رب العالمين: (يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) [الصف: 2]

وهذا الحديث الصحيح الذي نحن في صدد دفع الشبهات عنه يؤكد المعنى المذكور في الحديثين المذكورين ويزيد عليهما أنه يصرح بجواز نظر الرجل إلى وجه المرأة وكفيها كما ذكر الأخ الإسكندراني نفسه ولكنه أساء - مع الأسف - مرتين:

الأولى: أنه فهم الأمر بغض البصر أنه مطلق وليس كذلك كما تقدم عن أئمة التفسير

والأخرى: أنه بدل أن يفسر آية الغض بهذا الحديث - كما هي القاعدة

[117]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015