وأما قوله وهذا الكلام نفسه قاله كعب الأحبار بنصه فقد روى أبو يعلى الموصلي قال كعب الأحبار يجاء بالشمس والقمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في جهنم يراهما من عبدهما (ص 222 حياة الحيوان).
فجوابه أن يقال إن الذي ذكر صاحب «حياة الحيوان» أنه رواه أبو يعلى الموصلي هو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وتقدم ذكره, ثم قال صاحب «حياة الحيوان» بعده وقال كعب الأحبار يجاء بالشمس والقمر إلى آخره, فذكره بدون إسناد ولم يذكر من خرجه. ومع هذا فقد ألحقه حاطب الليل أبو رية بحديث أنس رضي الله عنه وجعله مروياً بإِسناده, وهذا من قلة الأمانة أو عدمها, وقد تبعه المؤلف على إيهامه وتضليله.
وهذا الأثر غير ثابت عن كعب الأحبار, ولو ثبت لم يخل من أحد أمرين إما أن يكون أخذه عن أبي هريرة رضي الله عنه أو عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم, وإما أن يكون أخذه من كتب أهل الكتاب مما هو موافق لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم, ولا ضير على أبي هريرة رضي الله عنه ولا على غيره من الصحابة رضي الله عنهم إذا روى أحدهم عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا وروى كعب الأحبار ما يوافق ذلك من كتب أهل الكتاب.
فصل
وقال المؤلف في صفحة (61) وصفحة (62) ما نصه
أبو هريرة وكعب الأحبار في خرافة الديك تحت العرش
روى الحاكم في المستدرك والطبراني ورجاله رجال الصحاح عن أبي هريرة أن النبي - ص - قال إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك رجلاه في الأرض وعنقه مثبتة تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظم شأنك قال فيرد عليه ما يعلم ذلك من حلف بي كاذباً, وهذا الحديث من قول كعب, نصه إن لله ديكا عنقه تحت العرش وبراثنه في أسفل الأرض فإِذا صاح صاحت الديكة سبحان القدوس الملك الرحمن لا إله غيره (ص 220 جـ 10 نهاية الأدب النويري).
والجواب أن يقال هذا الكلام نقله المؤلف من كتاب أبي رية وقد غير فيه بعض الكلمات, فمنها قوله «رجال الصحاح» وصوابه «رجال الصحيح» ومنها قوله