والبخاري، ومسلم، والنسائي من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- وروى الإمام أحمد أيضًا عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله وإسناده صحيح على شرط الشيخين، قال الشاطبي في كتاب «الاعتصام» على قوله - صلى الله عليه وسلم - «من رغب عن سنتي فليس مني»: هذه العبارة أشد شيء في الإنكار، انتهى.
وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مولده لا تختلف عن سنته في سائر الليالي فإنه لم يرو عنه أنه كان يخصها بشيء من الأعمال، ولا أنه كان يجمع الناس فيها لتلاوة مدائحه وشمائله والاستماع إلى ذلك، والخير كل الخير في لزوم هديه - صلى الله عليه وسلم - والتمسك بسنته وترك ما أحدثه الناس من بعده.
وأما قول الرفاعي:
8 - يؤخذ من قوله - صلى الله عليه وسلم - في فضل يوم الجمعة وعد مزاياه (وفيه ولد آدم) تشريف الزمان الذي ثبت أنه يوم ميلاد نبي، فكيف باليوم الذي ولد فيه أفضل النبيين وأشرف المرسلين وأكرم الخلق أجمعين على رب العالمين؟، كما يؤخذ تكريم وتعظيم المكان المرتبط بنبي من قوله تعالى مخاطبًا هذه الأمة {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، وكذلك من طلب جبريل عليه السلام ليلة الإسراء والمعراج من النبي - صلى الله عليه وسلم - بصلاة ركعتين ببيت لحم، ثم قال أتدري أين صليت قال لا. قال صليت ببيت لحم، حيث ولد عيسى عليه السلام.
فجوابه من وجوه أحدها: أن يقال هذا الكلام مأخوذ من كلام