وسلم -: «ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة».
فجوابه أن يقال: هذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وحمل كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - على غير المراد به، وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حث على الأخذ بسنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي -رضي الله عنهم- وحذر مما سوى ذلك من محدثات الأمور التي لم تكن على عهده - صلى الله عليه وسلم -، ولا على عهد الخلفاء الراشدين، وأخبر أن شر الأمور محدثاتها، وأن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وإذا علم هذا فليعلم أيضًا أن ما سنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو سنه أحد الخلفاء الراشدين فهو السنة الحسنة، وما أحدثه غيرهم مما ليس له أصل في الشريعة يرجع إليه فهو بدعة سيئة وضلالة مردودة، وإن كان صاحبه يريد الخير، ومن ذلك بدعة المولد. وقد أنكر ابن مسعود، وأبو موسى الأشعري -رضي الله عنهما- هو دون بدعة المولد بكثير، وعده ابن مسعود -رضي الله عنه- من البدع وإن كان في الظاهر حسنًا، ومن أفعال الخير، وقد روي ذلك من عدة طرق، منها ما رواه الطبراني في الكبير عن عمرو بن سلمة قال: كنا قعودًا على باب ابن مسعود -رضي الله عنه- بين المغرب والعشاء، فأتى أبو موسى -رضي الله عنه- فقال: أخرج إلينا أبا عبد الرحمن، فخرج ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال: أبا موسى ما جاء بك هذه الساعة، قال: لا والله إلا أني رأيت أمرًا ذعرني وإنه لخير، ولقد ذعرني وإنه لخير، قوم جلوس في المسجد ورجل يقول: سبحوا كذا وكذا، احمدوا كذا