رحمة بالمغلوبين، وقلما ارتكبو، في تاريخهم من الوحشية ما ارتكبه المسيحيون
عندما استولوا على بيت المقدس في عام 1099)
قلت: دخل الصليبيون القدس في تمام الساعة الثالثة من بعد ظهر الجمعة الموافق 5 اتموز 099 1م.
وما كادوا يدخلونها حتى حكموا على كل مسلم بقي فيها بالموت، وشرعوا من فورهم في تنفيذ الحكم، فقتلوا سبعين ألفا، بل يؤكد بعض الباحثين أن القتلى كانوا تسعين ألفا.
ولم يختلف اثنان من المؤرخين من الفرنجة أو غيرهم على الفظائع التي ارتكبها
الصليبيون، تلك الفظائع التي يندي لها جبين الدهر، والتي تناقض تعاليم السيد المسيح الذي زعموا أنهم إنما جاءوا من أجل نصرته!!.
يقول (ول) : لقد ظل القانون المسيحي يستخدم طريقة التحكيم الإلهي. . في
الوقت الذي كانت الشريعة الإسلامية تضع طائفة من المبادئ القانونية الراقية
ينفذها قضاة مستنيرون، واحتفظ الدين الإسلامي - وهو أقل غموضا في عقائده من الدين المسيحي - بشعائره، أبسط، وأنقى، وأقل اعتمادا على المظاهر المسرحية من الدين المسيحي. ..
لقد تلقت أوربا من بلاد الإسلام الطعام، والشراب، والعقاقير.
والأسلحة، وشارات الدروع ونقوشها، والدوافع الفنية، والتحف، والمصنوعات، والسلع التجارية، وكثيرا من الصناعات، والتشريعات، والأساليب البحرية، وكثيرا ما أخذت عن المسلمين أسماء هذه كلها.
وقد انتقل شعر شعراء الفروسية الغزليين وموسيقاهم، من بلاد الأندلس إلى (برو فانس في فرنسا) ومن صقلية المسلمة إلى إيطاليا.
ولعل الأوصاف العربية للرحلات إلى الجنة والجحيم كان لها نصيب في
المسلاة الإلهية: لدانتي. . . ولا تزال المصطلحات العلمية العريية
تملأ اللغات الأوربية، ونذكر منها على سبيل المثال:. . . للجبر، و. . .
للصفر. ..
قال (ول ديورانت) : وسنشرح فيما بعد بالتفصيل السبل التي جاء منها هذا التأثير الإسلامي إلى بلاد الغرب، غير أننا نقول هناك (المجلد 13 / 385) بإيجاز إنه جاء