وفي كتب العقائد، وفي كتب الفلسفة الإسلامية.

وعلى ضوئه ألف المسلمون كتبا صارت علما مستقلا، عُرف في تاريخ الفكر

الإسلامي باسم: "أدب البحث والمناظرة" يدرسه طلاب العلم في الأزهر، فيما يدرسون من علوم الإسلام.

لقد بلغ من استقرار منهج الحوار في نفوس المسلمين أن علماءهَم تناظروا في أحكام الفروع.

ونقل عن الشيخ ابن قدامة، صاحب (المغني) أنه أقام مدة يقيم حلقة يوم

الجمعة، بجامع دمشق يناظر فيها، وأنه كان لا يناظر خصمه إلا وهو يبتسم، حتى قال بعضهم عنه: هذا الشيخ يقتل بتبسّمه خصمه!!

وقد دعا عبد اللَّه بن عباس، الصحابي الجليل، والملقبُ بحبر الأمة - إلى المباهلة، في مسألة فرعية من مسائل الفقه.

ودعا الإمام الأوزاعي، فقيه الشام، الإمام سفيان الثوري في مسألة رفع اليدين عند الإحرام للصلاة، وعند الركوع، والاعتدال منه. . . وهي مسألة من (هيآت)

الصلاة، التي لا تبطل بتركها الصلاة، ولا تبلغ مبلغ سننها.

والمباهلة هي. أن يجتمع المتناظران، بعد ظهور الحجة، وعدم خضوع الطرف الآخر لها، ثم يجتهد الفريقان في دعاء الله، أن يهلك الكاذب منهما، والذي لا يخضع للحق بعد ما تبين.

وأصل المباهلة في القرآن الكريم، عندما عرض حقيقة المسيح، ثم طلب من الرسول، عليه السلام أن يباهل من حاجه في حقيقته بعدما بينها اللَّه في القرآن حق البيان.

نبئونا بعلم، هل تجدون مثل هذا المنهج الحواري في غير القرآن؟

وهل تجدون تطيقه عند غير المسلمين؟ إنه معلم من معالم الحضارة الإسلامية، التي أخرجت الناس من الظلمات إلى النور، وأنقذتهم من التعصب البغيض إلى الانحياز للحق، الذي بلغ من سموه عند المسلمين الثقة بأن اللٌه يرعاه، وينصر أهله، ويهلك الراغب عنه، المكابر فيه!!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015