غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع (في شعبان سنة 6 هـ)

وهذه الغزوة وإن لم تكن طويلة الذيل، عريضة الأطراف، من حيث الوجهة العسكرية؛ إلا أنها وقعت فيها وقائع أحدثت البلبلة والاضطراب في المجتمع الإسلامي، وتمخضت عن افتضاح المنافقين، والتشريعات التعزيرية التي أعطت المجتمع الإسلامي صورة خاصة من النبل والكرامة وطهارة النفوس. ونسرد الغزوة أولا، ثم نذكر تلك الوقائع.

كانت هذه الغزوة في شعبان سنة ست من الهجرة على أصح الأقوال (?) . وسببها أنه بلغه صلّى الله عليه وسلم أن رئيس بني المصطلق الحارث بن أبي ضرار سار في قومه ومن قدر عليه من العرب يريدون حرب رسول الله، فبعث بريدة بن الحصيب الأسلمي؛ لتحقيق الخبر فأتاهم، ولقي الحارث بن أبي ضرار وكلمه ورجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأخبره الخبر.

وبعد أن تأكد لديه صلّى الله عليه وسلم صحة الخبر ندب الصحابة، وأسرع في الخروج، وكان خروجه لليلتين خلتا من شعبان، وخرج معه جماعة من المنافقين لم يخرجوا في غزاة قبلها، واستعمل على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015