وأمّا صناعاته فيقال إنّ فيه صناعات قديمة مثل عمل الأقمشة والنجارة والحدادة إلى غير ذلك، وتجارته تدور على صنائعه ومحاصيله. ثمّ إنّ من أهمّ موارد الثروة في الجبل موسم المصطافين، لأنّ الجبل في الصيف يزدحم بالناس ازدحاماً عظيماً، اِلتماساً للصحّة وطلباً للشفاء والبرء من السقام، وأكثر هؤلاء من المصريين الأغنياء. ويقال إن بعضهم قدّر عدد السياح في ذلك الجبل بنحو 18 ألف نسمة، وأظن أنّهم يصرفون من مالهم في تلك السياحة الجميلة شيئاً لا يستهان به.
هي أكبر مدن سورية وفلسطين وموقعها في أواسط سورية حيث الطول الشرقي 30 - 36، والعرض الشمالي 20 - 33، وهي إلى الشرق بانحراف إلى الجنوب من مدينة بيروت، تبعد عنها 145 كيلومتراً، وتبعد عن جنوبي حمص 4 مراحل، وتعلو عن سطح البحر 2400 قدم، ومحيطها 9 أميال ونيف. وهي مدينة قديمة التاريخ، مضى على بنائها نحو 3145 سنة. وكانت تسمّى بإرم ذات العماد، إذ يقال إن الّذي كان بناها جبرون بن سعد بن عاد بن إرم بن سام بن نوح. وقد وصفها بعضهم بأنّها جنّة الدنيا لأنّها تشتمل على بساتين كثيرة ومياه تجري في قنواتها في كلّ مكان. وقد قيل في وصفها كثير من النثر والشعر، من ذلك قول بعضهم:
سَقى اللهُ أرضَ الغوطَتينِ وَأهلَها ... فَلي بِجنوبِ الغوطَتينِ شُجونُ
وَما ذُقت طَعمَ الماءِ إِلا اِستخفّني ... إِلى بَردى وَالنيربينِ حنينُ