الناس مستغربين زيارته حيث لم يعهد أنه زار أحدا هناك، وفي الساعة الثانية بعد الزوال من يومنا هذا وجه لنا الحاكم المذكور عجلته المخصوصة لركوبه فركبناها وصارت بنا للمون الجديد، وألفينا هناك خليفة الحاكم وقائد المرسى المذكورين على الهيئة المتقدمة الذكر آنفا

متهيئين لوداعنا، فأدوا مراسم الوداع على القانون المعهود وركبنا بابورا صغيرا مخزنيا ليوصلنا للباكبط وبمجرد الركوب أطلقت مدافع التحية على العادة إلى أن وصلنا للباكبط المسمى بالباشا ومعناه باللغة الفارسية بلاد الفرس، فإذا هو باكبط جيد متسع طولا وعرضا في غاية الإتقان والنظافة، ثقله ثمانية آلاف طون وقد أنشئ عام ستة وتسعين مسيحية. وبه عدة بيوت من المرتبة الأولى المسمات عندهم بالبريمة ذات الفروش النظيفة ويليها عدة بيوت أخرى من المرتبة الثانية تسمى عندهم بالسكونضة. وبه بيت كبير متسع مشتمل على عدة كنابس من الحرير والمُوبر وهي عبارة عن الكراسي الرفيعة المتقنة الصنعة يسمونه بيت الجلوس والراحة وفيه بيت آخر أيضا يسمونه بيت الدخان كما به بيت كبير متسع جدا معد عندهم للأكل وهو المسمى عندهم بالكميدور وقد احتوى على ما يقرب ثمانمائة شلية يعني كراسي دايرة بالموائد الرفيعة والأواني النفيسة المعدة للأكل عليها، كما به عدة بنيوس وهي عبارة عن صهاريج رخامية على قدر جرم الإنسان ذات عنابيب مائية من البارد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015