العاشرة صباح يوم الجمعة ركبنا عربية وسارت بنا نحو ساعة فوصلنا إلى إسيطيشين فركبنا حافلة من الحفالات التي يجرها بابور البر من المرتبة الأولى ذات الفروش الرفيعة ومن جملة من ودعنا عند الاسيطيشين أحد ولات أشغال الخارجية نيابة عن وزيرها، ثم أطلق بابور البر بنا وبعد سير ساعة كاملة وصلنا لمرسى تيلبري فركبنا بابورا صغيرا فوصلنا للباكبط المسمى الربية أي بلاد العرب فإذا هو باكبط جيد مناسب لباكبط الباشا الذي كان حملنا من جبل طارق من باب لا فرق.

وفي الساعة الثانية من يومنا هذا أقلع بنا بالسلامة وأنعم الله علينا بطيب البحر وليونته فكنا في غاية الراحة والحمد لله غير أنه اليوم الثاني من سفرنا كثر الضباب علينا وتكاثف ودام اليوم كله مع جزء من اليل حتى ضاقت صدور الركاب وقلق جل من في المركب حتى أمر الريس بحريته بتهيئ القوارب مما عسى أن يطرأ من مصادمة البابور لمركب آخر فيقع ما يقع، وهاده علة أعياهم علاجها وعجزوا وكثيرا ماتتصادم المركبان مثل هذه الحالة الرهينة فيهلك أحدهما بمن فيه أو هما معا، وقد كان ألهمنا الله سبحانه وتعالى لذكر اللطيف فتداركنا المولى جل جلاله بألطافه الخفية. إن ربي لطيف لما يشاء. وكم لله من لطف خفي.

وكنت رأيت في هذه الليلة في عالم النوم أثر إغاثة من أهل الله،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015