مِنْ فَوَائِدِ أَبِي غَالِبٍ عَنْ شُيُوخِهِ بِإِجَازَتِهِ عَنْهُمْ

أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَرَخِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَهْدِيٍّ، إِذْنًا، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الْفَقِيهَ الدَّامَغَانِيَّ، يَقُولُ: نا أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ مَرْزُوقٍ، يَقُولُ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ إِذَا رَأَى أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، يَقُولُ: شَعِثَةٌ رُءُوسُهُمْ، دَنِسَةٌ ثِيَابُهُمْ، مُعَفَّرَةٌ وُجُوهُهُمْ، إِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَ هَذَا تَوْبَةٌ فَوَاللَّهِ هُوَ الْعِقَابُ

نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، عَنْ شَيْخٍ، قَالَ: قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: إِلَى كَمْ تَكْتُبُ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: لَعَلَّ الْكَلِمَةَ الَّتِي أَنْتَفِعُ بِهَا لَمْ أَسْمَعْهَا بَعْدُ

أَنْشَدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ، لِنَفْسِهِ، وَأَجَازَ لِي:

قُلْ لِمَنْ عَانَدَ الْحَدِيثَ وَأَضْحَى ... عَائِبًا أَهْلَهُ وَمَنْ يَدَّعِيهِ

أَبِعِلْمٍ تَقُولُ هَذَا ابِنْ لِي ... أَمْ بِجَهْلٍ فَالْجَهْلُ خُلُقٌ سَفِيهٌ

أَيُعَابُ الَّذِينَ حَفِظُوا الدِّينَ ... عَنِ التُّرُهَاتِ وَالتَّمْوِيهِ

وَإِلَى قَوْلِهِمْ وَمَا قَدْ رَوَوْهُ ... رَاجِعٌ كُلُّ عَالِمٍ وَفَقِيهِ

قَالَ السِّلَفِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَنْشَدْنَا ابْنُ الطُّيُورِيُّ، أَنْشَدَنَا الصُّورِيُّ الأَبْيَاتَ وَسَمِعْتُهَا مِنْ لَفْظِهِ مِرَارًا

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ، إِذْنًا أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الْكُدَيْمِيُّ الذَّرَّاعُ، نا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، نا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، نا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: قَالَ لِيَ الزُّهْرِيُّ: يَا هَذَا أَيُعْجِبُكَ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ.

قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُعْجِبُ ذُكُورَ الرِّجَالِ، وَيَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُوهُمْ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ، إِذْنًا، أنا أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُرْجَانِيُّ، بِمَكَّةَ أنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الرَّازِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ لا يَنْفَلِتُ مِنْكُمْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ الْقُرْآنِ مَجْمُوعٍ مَحْفُوظٍ، وَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَذْكُرُوا هَذَا الْحَدِيثَ تَفَلَّتَ مِنْكُمْ، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: حَدَّثْتُ أَمْسِ لا أُحَدِّثُ الْيَوْمَ , بَلْ حَدِّثْ أَمْسِ وَحَدِّثِ الْيَوْمَ وَحَدِّثْ غَدًا

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ وَهُوَ التَّنُوخِيُّ، إِذْنًا، نا عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْحَرِيرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَتْحِ الرِّيَاشِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، نا شُعْبَةُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَازْدَهِرْ يَعْنِي احْتَفِظْ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَهُوَ الصَّيْرَفِيُّ، إِذْنًا، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الدَّقَّاقُ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ قُدَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَرَأَى أَصْحَابَ الْحَدِيثِ يَمْشُونَ خَلْفَ رَجُلٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ مُلازِمِينِ لَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَى مَنْ مَعَهُ، فَقَالَ: لأَنْ يَطَأَ هَؤُلاءِ عَقِبِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْخِلافَةِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، إِذْنًا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: مَا أَخَافُ عَلَى شَيْءٍ غَيْرَ الْحَدِيثِ مِنْ أَبِي جَهْمَةَ هَذَا، قَالَ: لأَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، إِذْنًا، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ، بِمِصْرَ، نا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: قَالَ لِي مُسَدَّدٌ: قَالَ يَحْيَى: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ شَهْوَةُ الْحَدِيثِ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، إِذْنًا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ، نا ابْنُ بدينا، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَرْوَزِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: تَرَكُوا الْحَدِيثَ وَأَقْبَلُوا عَلَى الْغَرَائِبِ، مَا أَقَلَّ الْفِقْهَ فِيهِمْ!

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، إِذْنًا، نا عُبْيَدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَانٍ، نا بَقِيَّةُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَخَالِدٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: أَكْثِرُوا مِنَ الأَحَادِيثِ فَإِنَّهَا سِلاحٌ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، وَهُوَ التَّنُوخِيُّ، إِذْنًا، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: مَا أَعْلَمُ شَيْئًا يُطْلَبُ بِهِ لِلَّهِ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْحَدِيثِ.

فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: إِنَّهُمْ يَطْلُبُونَهُ بِغَيْرِ نِيَّةٍ؟ قَالَ: طَلَبُهُمْ لَهُ نِيَّةٌ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، إِذْنًا، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْبردَانِيِّ، بِهَا، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْعُودٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، يَعْنِي الإِمَامَ الرَّازِيَّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: كُنَّا نَقُولُ: الإِكْثَارُ مِنَ الْحَدِيثِ جُنُونٌ.

قَالَ الطَّنَافِسِيُّ: صَدَقَ ظَنُّ أَبِي حَاتِمٍ

وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ السَّرْحِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ، يَذْكُرُ عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: مَا أَكْثَرَ أَحَدٌ مِنَ الْحَدِيثِ فَأَفْلَحَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحُرَقِيُّ، وَهُوَ ابْنُ دِرْهَمٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخُتَلِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: كُنَّا نَظُنُّ أَنَّ كَثْرَةَ الْحَدِيثِ خَيْرٌ، فَإِذَا هُوَ شَرٌّ كُلُّهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، إِذْنًا، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدٍ، يَقُولُ: كَانَ الأَعْمَشُ لا يَدَعُ أَحَدًا يَقْعُدُ بِجَنْبِهِ، فَإِنْ قَعَدَ إِنْسَانٌ قَطَعَ الْحَدِيثَ وَقَامَ، وَكَانَ بَيْنَنَا رَجُلٌ اسْتَثْقَلَهُ، قَالَ: فَجَاءَ فَجَلَسَ بِجَنْبِهِ، وَظَنَّ أَنَّ الأَعْمَشَ لا يَعْلَمُ وَفَطِنَ الأَعْمَشُ فَجَعَلَ يَتَنَخَّمُ وَيَبْزُقُ عَلَيْهِ وَالرَّجُلُ سَاكِتٌ مَخَافَةَ أَنْ يَقْطَعَ الْحَدِيثَ

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ ابْنُ شَرِيكٍ، إِذْنًا، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، نا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، نا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: كَانَ الأَعْمَشُ إِذَا غَضِبَ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، قَالَ: لا أُحَدِّثُكُمْ وَلا كَرَامَةَ، وَلا حَقًّا يُلْزِمُ، وَلا يُرَى عَلَيْكُمْ أَثَرُهُ، فَلا يَزَالُونَ بِهِ حَتَّى يَرْضَى، فَيَقُولُ: نَعَمْ وَكَرَامَةٌ، وَكَمْ أَنْتُمْ فِي النَّاسِ؟ وَاللَّهِ لأَنْتُمْ أَعَزُّ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ، إِذْنًا نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ النَّاقِدُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِشَامٍ الرِّفَاعِيَّ، يَقُولُ: 25 سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُصِبْ فِي الْحَدِيثِ شَيْئًا إِلا أَنَّهُ يَمْنَعُهُ مِنَ الْهَوَى كَانَ قَدْ أَصَابَ فِيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015