11 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَابِرٍ الْقَاضِي، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَدَّادِ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ زَبَّانَ، يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى ذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ، بِالْجِيزَةِ، مَعَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَسَأَلُوهُ عَنْ مَسَائِلَ فِي الْخَطَرَاتِ وَالْوَسَاوِسِ، فَلَمْ يُجِبْ فِيهَا بِشَيْءٍ، وَقَالَ: لا أَتَكَلَّمُ فِيهَا، فَرُبَّمَا النَّاسُ يَسْمَعُونَ الشَّيْءَ يَزِيدُونَ وَيَنْقُصُونَ، وَقَدْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «لا يُحَدِّثُ الرَّجُلُ قَوْمًا حَدِيثًا لا يُبَلِّغُهُ عَقْلَهُمْ إِلا كَانَ لَهُمْ فِتْنَةٌ» .
وَلَمْ يُحَدِّثْنَا بِشَيْءٍ، ثُمَّ قُمْتُ، وَكَانَ عَلَيَّ خُفُّ الطَّائِفِيِّ، فَقَالَ لِي: يَا ذَا اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ، فَقَالَ لِي: لا تَلْبَسْ هَذَا فَإِنَّهُمَا شُهْرَةٌ، فَقَدْ ذُكِرَ عَنِ النَّجَاشِيِّ، أَنَّهُ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ فَلَبِسَهُمَا , فَلا تَلْبَسْ هَذَا.
وَلَمْ يُحَدِّثْنَا بِشَيْءٍ، فَخَرَجْنَا، وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ
سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هَاشِمٍ الْمُقْرِئُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْهِلالِيَّ، يَقُولُ: اجْتَمَعَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ إِلَى بَخِيتِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الْبُسْرِيِّ، بِطَبَرِيَّةَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمْ، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَأَنَا صَاحِبُ حَدِيثٍ.
فَسَأَلُوهُ أَنْ يَحْكِيَ لَهُمْ شَيْئًا عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
الْبَيْتُ خَالِي وَالْكِبَاشُ تَنْتَطِحْ ... فَمَنْ نَجَا بِرَأْسِهِ فَقَدْ رَبِحْ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ الإِشْبِيلِيُّ، بِمِصْرَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْعَقِبِ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قَادِمٍ، نا أَحْمَدُ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: لَوْ لَمْ يُعْلَمْ مِنْ بَلائِي وَشَقَائِي إِلا أَنِّي حِينَ كَبُرَتْ سِنِّي وَتَقَارَبَ أَجَلِي صَارَ جُلَسَائِيَ الصِّبْيَانَ بَعْدَمَا كُنْتُ أُجَالِسُ مَنْ يُجَالِسُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَعْظَمُ وَاللَّهِ مِنْكَ بَلِيَّةً الَّذِينَ كَانُوا يُجَالِسُونَكَ، وَأَنْتَ حَدَثٌ بَعْدَ مُجَالَسَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ