ومال إلى هذا القول الإمام ابن الجوزي رحمه الله فإنه حكاه أولا، وحكى بعده أقوالا عديدة ثم قال: "والصحيح الأول" (?).
لكن ضعف شيخ الإسلام ابن تيمية هذا القول، حيث قال: "وهذا وإن كان موافقًا للنسب من جهة اللفظ، فإنه ضعيف أيضًا، لأن هؤلاء غير مشهورين ولا معروفين عند أكثر النساك.
ولأنه لو نسب النساك إلى هؤلاء لكان هذا النسب في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم أولى (?).
ب- قيل: إنهم منسوبون إلى أهل الصفة الذين كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بينهم وبين الصوفية من التشابه في الانقطاع عن الدنيا والتفرغ للعبادة.
لكن هذه النسبة غير صحيحة من جهة اللغة, لأنه لو نسبوا إلى أهل الصفة لقيل صفي (?).
كما أنها غير صحيحة من الناحية الشرعية، فأهل الصفة أغلبهم من الصحابة الذين لم يكونوا قاعدين عن العمل وإنما كانوا ضيوفًا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وإن لم يتمكن بعضهم من الكسب والزواج، ثم الزهاد الأولون في القرن الأول لم يطلق عليهم اسم متصوف، والمتصوفة سموا بذلك بعد ما ظهرت البدع (?).