وتَسمَّى في أوّل ولايتِه حُسامَ الدولة، ثم تَسمَّى ذا الرِّياستَيْن، وكان ذا نَجْدةٍ وإقدام وصَرامة، وله في الثَّغر وقائعُ مشهورة، وكان بعيدَ الشأوِ في الأدب، مديدَ الباع في النَّظْم والنّثر، أقَرَّ له بذلك بُلَغاءُ زمانِه. ومن نَظْمِه، وقد صُرِعَ عن فَرَسِه، فبَلَغَه أنّ بعضَ عُداتِه سُرَّ بذلك [البسيط]:
إني سقطتُ ولا جُبنٌ ولا خَوَرُ ... وليس يدفعُ ما يأتي به القَدَرُ
لا يشمتنَّ حَسوُدي إنْ سقطتُ فقد ... يكبو الجوادُ ويَنبُو الصارمُ الذَّكَرُ
هذا الكسوفُ يُرى تأثيرُه أبدًا ... ولا يعابُ به شمسٌ ولا قَمَرُ
وديوانُ كلامِه نظمًا ونثرًا متداوَلٌ بين أهل ذلك الشّأن، وكان ممّن أقَرَّه أميرُ المؤمنينَ يوسُفُ بن تاشَفين على مَوضِعِه فلم يتغيَّرْ له حالٌ إلى أن توفِّي، عَفَا اللهُ عنه.
رَوى عن أبي عبد الله بن مَيْمونٍ الحُسَيني. رَوى عنه أبو محمد الرِّكْلي.
رَوى بالأندَلُس عن أبي محمد بن عَتّاب، وله رحلةٌ إلى المشرِق، لقِيَ فيها بالإسكندَريّة أبا الطاهر السِّلَفي وأخَذ عنه سنةَ سبع وستينَ وخمس مئة. وحَجَّ، ورَوى عنه بمكّةَ شرَّفَها اللهُ، أبو عليّ ابنُ العَرْجاء.