لا تُخْلِفُ الأيامُ مثلَكَ ماجدًا ... أندَى وأعطَى في الحقوقِ وأبذَلا
وأشدَّ في ذاتِ الإلهِ صَريمةً ... وأَمدَّ شَأْوًا في الصِّعابِ وأقولا
لَوَدِدتُ بِرَّكَ أنْ يُشابَ بجَفْوةٍ ... فيكونَ عُذْرًا عند قلبي إنْ سَلا
لكنْ صفَتْ منك الخلائقُ واعتَلَتْ ... عن علَّةٍ تُبْدِي العيونَ تنصُّلا
صلَّى عليكَ اللهُ من متقدِّمٍ ... ظهَرَتْ كرامتُهُ فكان الأمثلا
وسقَتْكَ دِيمةُ مُزْنةٍ هطَّالةٍ ... تَروي معَ العلم المُنيف المُجمَلا
وتعهَّدتْكَ من المُهيمِنِ رحمةٌ ... فتحتْ إلى الفِردَوْسِ بابًا مُقفَلا
أعدَدْتُ بعدَك حالتَيْنِ هما هما: ... صَبْرًا أُقيِّدُه ودمعًا مُهْمَلا
هَمَلَتْ عليك العينُ إذ أقرَرْتَها ... ومن الوفاءِ بعهدِها ان تَهمُلا
لم تَبْقَ لي في العيشِ بعدَكَ لذّةٌ ... ولئنْ أمَرَّ مذاقُهُ في ماحلا
ناجَيْتُ قبرَكَ والدُّموعُ سوافحٌ ... ورأيتُ شخصَك بالضمير مُخَيَّلا
ووَدِدتُ إذ عِشْنا معًا أنّا معًا ... إذ فات صِنْوُك (?) أن يكونَ الأعجَلا
كان من أهل العلم والعدالة، حيًّا في حدودِ الخمسينَ وثلاث مئة.