وتوفِّي في انصرافِه بمِصرَ سنةَ تسعَ عشْرةَ وأربع مئة. ذكَرَه أبو عليّ الحَسَنُ ابن رَشِيق القَيْرَوانيُّ في كتابِ "الأُنْموذَج" من تأليفِه بأكثرَ من هذا، وأنشَدَ له [مجزوء الخفيف]:
خيرُ أعمالِكَ الرّضا ... بالمقاديرِ والقَضَا
بينَما المرءُ ناطقٌ ... قيلَ: قد مات فانقضَى
وأنشَدَ له أيضًا [الطويل]:
سأقطَعُ حَبْلي من حِبالِك جاهدًا ... وأهجُرُ هَجْرًا لايَحُزُّ لنا عِرْضا
وقد يُعرِضُ الإنسانُ عمَّن يوَدُّهُ ... ويلقَى ببِشرٍ مَن يُسِرُّ له البُغْضا
قال: وأراد الحجَّ فنالَه وجعٌ فماتَ بمِصرَ سنة تسع عشْرةَ وأربع مئةٍ بعدَ اشتهارِه فيها بالعلم والجلالة، وقد بَلَغَ عُمرُه نحوًا من الأربعينَ سنة] (?).