قال أبو بكر بن خَمِيس (?): حدَّثني صاحبُنا الفقيهُ الزَّكيُّ أبو [...] (?) بن أبي التُّقَى صالحٍ هذا قال: كنتُ في وقتٍ أدرُسُ كتابَ الزّكاة من"المُوطَّإ"، فأطَلْتُ القراءةَ ليلةً من اللّيالي حتى غَلَبَني النّوم، فكنتُ أرى والدي رحمه الله جالسًا معي، فكنّا نتحدَّثُ في القراءةِ والطّلب، فكنتُ أقولُ له: هل عمِلتَ قَطُّ شِعرًا؟ فكان يُنشِدُني [الطويل]:
وقَفْتُ أمامَ الحيِّ أرصُدُ غَفْلةً ... أُساعدُ طَرْفي ساعةً (?) وأُناظرُ
فإنْ غَفَلَ الواشُونَ عنا تكلَّمتْ ... حواجبُنا عمّا تُكِنُّ الضمائرُ
قال: وكان يقولُ لي: هما مُقيَّدانِ على ظهرِ سِفْرٍ من"كتاب سِيبوَيْه"، قال: فنظرتُهما فوجَدتُهما كما ذَكَرَ. وتوفِّي ضَحْوةَ يوم الأربعاءِ لستٍّ بَقِينَ من ربيعٍ الآخِر سنةَ خمس وعشرينَ وست مئة.
رَوى عن أبي بكر ابن العَرَبيِّ، وأبي الحَسَن شُرَيْح.
رَوى عن أبي الحَجّاج الأُنْديِّ وأبي الرَّبيع بن سالم.
له رحلةٌ أخَذَ فيها بمكّةَ [39 ب] شرَّفَها الله عن أبي الفُتُوح نَصْر بن أبي الفَرَج ابن الحُصْريّ سنةَ ستَّ عشْرةَ وست مئة.