وما راعَني في عالَمِ الكونِ حادثٌ ... سوى حادثٍ في عالِمٍ ذي مَدارِكِ

إذا أدركَتْه للمنايا قضيّةٌ ... قَضتْ باستلابٍ للأماني مُدارَكِ

لذلك ما أبكي كأنّي مُتمِّمٌ ... أُتمِّمُ ما أبقى الأسى بعدَ مالكِ (?)

وسهَّلَ عندي أنْ أرى الحُزنَ مالكي ... مُصابيَ بالفَيّاضِ سَهْلِ ابن مالكِ

إمامُ هدًى كنّا نُقَلِّدُ رأيُهُ ... كتقليدِ رأي الشافعيِّ ومالكِ

غَمامُ ندًى كنّا عَهِدنا سَماحَهُ ... يُساجِلُ دَرَّاتِ العِهادِ الحواشكِ (?)

أحقًّا قَضى ذاك الجلالُ وقُوِّضتْ ... مَباني مَعالٍ في السماءِ سوامكِ

وأقْفرَ من نَجْدٍ من المجدِ رَبْعُهُ ... وعُمِّرَ قَبرٌ مُفرَدٌ بالدّكادكِ (?)

وغُيِّبَ طَوْدٌ في صعيدٍ مُلحَّدٍ ... وغُيِّضَ بحرٌ في ثَرًى مُتلاحِكِ (?)

ووارَى سَنَا شمسِ المعارفِ غَيْهبٌ ... من الخَطب يُودي بالشموس الدّوالكِ (?)

ألا أيُّها الناعي لكَ الثُّكْل لا تَفُهْ ... بها إنّها أُمُّ الدّواهي الدواهكِ (?)

لعلَّك في نَعْيِ العُلا متكذِّبٌ ... فكمْ ماحلٍ من قَبْلُ فيه وماحكِ

فكَذِّبْهُمُ يَا ليتَ أنك مِثلُهُمْ ... تَواتُرَ أخبارٍ وصِدقَ مآلكِ (?)

فيا حُسنَ ذاك القولِ إذْ بأن كِذْبُهُ ... ويا قُبحَه والصِّدقُ بادي المسالكِ

لقد أرجَفوا فيه وقلبيَ راجفٌ ... مخافةَ تصديقِ الظّنونِ الأَوافكِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015