وخمسينَ وثلاث مئة، وهُو كان آخرَ القَرَأةِ عليه. وصَحِبَ أَبا أيّوبَ سُليمانَ بن أيّوبَ الفقيه، وأبا بكر ابنَ القُوطِيّة، وغيرَهما. وعُني بالطبِّ أتمَّ [27 أ] عناية وهُو ابنُ أربعَ عشْرةَ سنة، وأفتَى فيه ابنَ أربع وعشرينَ، وصنَّفَ فيه كُتبًا جَليلةَ النَّفْع، وجمَعَ كتابًا في طبقاتِ الأطِبّاءِ والحُكَماءِ والفلاسفة القُدَماءِ والإِسلاميِّينَ أفاد به (?)، وفَرَغَ منه صَدْرَ سبع وسبعينَ وثلاث مئة. أخَذ عنه سعيدُ بن محمد الطُّلَيْطُليُّ ابنُ البَغُوْنَش (?). ومَوْلدُه سنةَ اثنتينِ وثلاثينَ وثلاث مئة.
رَوى عن أبي جعفر بن عبد الرّحمن بن جَحْدَر.
رحَلَ إلى قُرطُبةَ سنةَ ستٍّ وخمسينَ وأربع مئة فلقِيَ أَبا عبد الله بنَ عَتّاب، وأبا عُمرَ ابنَ القَطّان، وأبا القاسم حاتمَ بن محمد الطَّرَابُلُسي. ولقِيَ بشرقِ الأندَلُس أَبا العبّاس العُذْريَّ، وأبا عُمر بنَ عبد البَرّ، وأبا الوليد الباجِيَّ فسمعَ منهم وأخَذ عنهم، ثم انصرَفَ إلى لارِدة.
رَوى عنه أبو محمدٍ القَلَنّيّ، وأبو الوليد يحيى بن سُليمان. وكان مُحدّثًا مُكثِرًا فقيهًا مُشاوَرًا، واستُقضيَ ببلدِه، وتوفِّي سنةَ ثمانٍ وخمس مئة وقد قارَبَ المئة.