رَوى عن أبي الحَسَن عليّ بن أحمدَ المَقْدِسي سنةَ ستٍّ وتسعينَ وأربع مئة.
وقال فيه صاعدٌ: سَعيدُ بن عبد الرّحمن بن محمد، والصَّحيحُ ما تقَدَّم، وهُو ابنُ أخي أبي عُمرَ بن عبدِ ربِّه وجعَلَه أبو عُمرَ بنُ عَفِيفَ وَلدًا له وغَلِط.
رَوى عنه عمُّه أبو عُمر، وكان فقيهًا مُشاوَرًا في الأحكام أيامَ قضاءِ مُنذِر بن سَعيدٍ البَلُّوطيّ، بارعَ الأدب حسَنَ الخُلُق، شاعرًا مُجِيدًا، ماهرًا في الطّبِّ ولهُ فيه أُرجُوزةٌ مُزْدَوجةٌ (?) دلَّت على تقَدُّمِه في الصِّناعة الطِّبيّة وتحقُّقِه بآراءِ قُدماءِ أهلِها واقتدارِه على النَّظْم، وعَمِيَ بأَخَرة من عُمرِه بنزولِ الماء في عينيه، فأُشيرَ عليه بقَدْحِهما، فأبى من ذلك وصَبَرَ على بَلْواه، وقال: أنا راضٍ بما قُدِّر لي ولما وَرَدَ في الحديثِ المأثور من قولِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تذهَبُ حبيبَتا عبدِ فيصبِرُ ويحتَسِب إلا جعَلتُ جزاءه الجنة" (?). وكان أوحَدَ في الفضائل النَّفْسيّة وسَرَاوةِ