وجعفرُ بن محمد بن المُنَمْنَم، وأبو اليُمْنِ زيدُ بن الحَسَن الكِنْديّ. وممّن رَوى عنه ابنتُه الحُرّةُ الفاضلةُ الصالحة أُمُّ عبد الكريم فاطمةُ (?).
وكان محدِّثًا حافظًا مُكثِرًا صحيحَ السَّماع ثقة، صَالحًا زاهدًا فاضلاً، خَيِّرًا ديِّنًا، حدَّث بغيرِ بلد ثُم عاد إلى بغدادَ فتوفِّي بها يومَ السّبت لأربع خَلَوْنَ من محرَّم أحدٍ وأربعينَ وخمس مئة، وصَلّى عليه ابنُه بجامع القَصْر وشَهِدَ جَنازتَه خَلْقٌ كثير، وحضَرَ قاضي القُضاة الزَّينَبيُّ، ودُفن إلى جانبِ عبد الله بن أحمدَ بن حَنْبل بوصيّةٍ منه بذلك نفَعَه الله.
ذكَرَه أبو الفَرَج ابنُ الجَوْزي وأبو بكر بنُ نُقْطة، وذكَرَه ابنُ الأبّار مختصَرًا، وقال: لا أدري أوُلدَ بالأندَلُس أم لا.
رَوى عن أبوَيْ بكر: ابن يحيى النّيّار وابن يوسُف، وأبوَي الحَسَن: شُرَيْح وابن مؤمن، وأبي العبّاس بن أبي مَرْوان، واختَصَّ به كثيرًا، وأبي القاسم ابن بَشْكُوال [7 أ] وأبي محمد بن أبي عَمْرو بن كَوْثَر، وغيرهم. وله إجازةٌ من الرّاوِية أبي الحَكَم بن غَشِلْيان.
رَوى عنه ابنُه القاضي أبو أُميّة (?)، وأبو بكر بنُ عبد النُّور، وأبو عبد الله بن خَلْفُون، وأبو عامر بكرُ بن إبراهيم، وأبو العَبّاس ابنُ الرُّوميّة، وكان محدِّثًا حافظًا سُنيًا فاضلًا مُثابِرًا على اقتفاءِ الآثارِ النَبويَّة، ظاهِريًّا مصمِّمًا على القول