لكلِّ أبي بكرٍ تأثَّلَ مَجْدُه ... دَعِيٌّ تعالى نَعْلُه أن يُدانيَهْ
زَنيمٌ لئيمٌ أَمَّ بالذّمِّ عِرضَهُ ... كما ذَمَّ خالَ المؤمنينَ معاويهْ
فلستَ الذي أضحَى من امّةِ أحمدٍ ... بلَى أُمُّهُ من بينِهمْ هيَ هاويهْ
حجارةُ سِجِّيل بِفيكَ إجازة ... على بيتِكَ الملعونِ بيتِ السَّواسيَهْ
وفُضَّ على ذي الشرِّ فوك فإنهُ ... يَفيكَ الذي أحدَثْتَ معْ كلِّ داريَهْ
غدا بك نحوَ الذّمِّ غادٍ ولا سَقَتْ ... رُبوعَكَ ما حَنَّت بكَ النِّيبُ ساريَهْ
وصرَّحتَ بالقوم الذي وجوهُهمْ ... نجومٌ لنا في كلِّ ظَلْماءَ داجِيَهْ
فيا مُبغِضًا صَحْبَ النبيِّ وآلَهُ ... رَمَتْك اللّيالي حيث كنتَ بِداهيَهْ
وتوفِّي بمصرَ في حدود ستٍّ وستينَ وست مئة (?) وقد قارَبَ الخمسينَ.
قال أبو جعفرٍ ابنُ الزُّبَير: كان يقولُ لي أبدًا: يا أخي، ما أراني أبلُغُ من العُمرَ خمسينَ سنة بوَجْه، فقضَى اللهُ أنْ كان كذلك، وحضَرَ جَنازتَه عالَمٌ كثيرٌ وأثنَوْا عليه خيرًا، ودُفنَ معَ شيخِه وبلَديِّه أبي بكرٍ حُمَيْد ابن القُرْطُبيِّ المذكور رحمةُ الله عليهم.
تَلا بالسّبع على أبي الحَسَن بن محمد بن هُذَيْل، ورَوى الحديثَ عن أبي القاسم بن محمد بن حُبَيْش. وكان مجوِّدًا حَسَنًا مُكتِبًا فاضلاً، متقدِّمًا في المعرِفة بالعربيّة، ماهرًا في صَنْعة الحساب، وقد أدَّبَ بهما دهرًا، وتوفِّي بعد التسعينَ وخمس مئة.