وله تصانيفُ، منها: "الرّسالةُ الصَّؤول على الباغي والجَهول" وكتابُه الذي وسَمَه بـ"الزَّوايغ والدَّوامغ" تابَعَ فيه القاضيَ أبا بكر ابن العَرَبي على فُصول كتابِه المسَمَّى بـ"الدَّواهي والنَّواهي" في الردِّ على أبي محمد عليِّ بن أحمد بن حَزْم، وحاذاهُ فيه كلاماً بكلام وحديثاً بحديث وفقهاً بفقه ونَظْماً بنَظْم ونَثْراً بنثر وإقذاعًا بإقذاع، واللهُ يتجاوزُ عن الجميع بفضلِه.
سمع أباه والقاضيَ أبا بكر (?) بن أسود. لقِيَه أبو الرَّبيع بن موسى بن سالم واستجازَه فأجاز له لفظاً، وكان فقيهاً حافظاً، شُووِرَ ببلدِه، وتوَلَّى قضاءه مدّةً، وكانت له عندَ السّلطان إذْ ذاك وَجاهةٌ لذاتِه ونَباهةِ سَلَفِه. وتوفِّي ببلدِه في جُمادى الأُولى سنةَ ستٍّ وثمانينَ وخمس مئة وقد نيَّف على سبعينَ سنة.
تَلا على عمّه أبي القاسم عبد الرّحمن، ورَوى عن أبي العبّاس بن عُمرَ العُذْريّ، وأبي اللَّيثِ نَصْر بن الحَسَن، وأبي محمد بن قاسم بن محمد بن سيِّد قومِه. تَلا عليه قريبُه أبو زيد بن عليّ بن عبد الرّحمن، وأبو محمد بن محمد الفِهْرِي، وأبو مَرْوانَ عُبَيدُ الله بن عُمرَ بن هشام، وكان من كبار المجوِّدينَ ومن بيتِ علم وإقراء.