فقيمةُ أصلِهمُ هذه ... وقيمتُهمْ بعدُما أحسَنوا
كذا قال أفخرهم معجزاً (?) ... عليٌّ أبو الحَسَن المُحسِنُ
نَظَمَ فيه قولَ أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه: قيمةُ كلِّ امرئ فيما يُحسِن.
مَوْلدُه سنةَ اثنتينِ وعشرينَ وأربعِ مئة، وتوفِّي ببَطَلْيَوْس في أُخْرَياتِ صَفَر أو أُوْلَياتِ ربيعِ الأوّل سنةَ ست وثمانين وأربع مئة، ورَثاهُ جماعة من أُدباءِ عصرِه وجلّةُ أصحابِه، منهم: أبو بكر بنُ خازِم، وأبو الحَسَن بن عبد العزيز بن زيادةِ الله الطُّبْنيّ.
رَوى عن أبي عبد الله ابن (?) الصَّيْقَل أبي (?) هُريرةَ ولازَمَه، وأبي العبّاس بن معَدّ الأُقْلِيجيِّ (?) وأكثَرَ عنه.
رَوى عنه أبَوا عُمر: أحمدُ بن هارون بن عاتٍ، ويوسُفُ بن عبد الله بن عَيّاد. وكان رجُلاً فاضلاً خيِّراً، من بيتٍ قديم النَّباهة، ذا حَظّ من قَرْض الشِّعر، مال إلى التصوّفِ والزُّهد، وانتابَهُ أهلُ الخير فأنفَقَ عليهم أموالاً جليلةً وكان من أهل الثَّروة واليَساًر، وأدركَتْه وَحْشةٌ من الأمير محمد بن سَعْد فخَلَعَ دعوتَه وضبَطَ بلدَه آخِر سنة ستٍّ وستينَ وخمس مئة، فأدّى ذلك إلى مُحاصرتِه الطويلة الشّهيرة ولم يُنفِّسْ عن أهلِه إلا موتُ ابن سَعْد في مُنسلَخ رجَبِ سبع وستينَ