علم الكلام وأصُول الفقه وافرَ الحَظّ من الفقه، وله جمْعٌ حَسَن بين شرحَي السِّيرافي وابن خَروف "كتابَ سيبويه"، إلى غير ذلك من مصنَّفاته في العربية وما كان ينتحله من العلوم" (?).

48 - ومنهم: أبو الحَسَنُ فضل بن فضيلةَ، المتوفَّى بغَرناطة سنة 696 هـ، وهو متصوِّف وله في التصَوُّف رسائلُ بارعة ومقالاتٌ نافعة. قال ابنُ عبد الملك في ترجمته: "رَوى عنه كثيرٌ من أصحابنا، وكتَبَ إليّ بإجازةِ ما كان عنده مطلقًا" (?). وذَكره في ترجمة الصّوفيّ أبي تَمّام غالب ابن سيّد بُونُه فقال: "روى عنه أبو الحَسَنُ فضل بن فضيلة، وحدّثنا عنه مكاتبةَ" (?).

49 - ومنهم: قاسمُ بن أَحْمد أبو محمد السّكوت المالَقيُّ المتوفَّى بمالَقةَ عام 690 هـ قال ابن عبد الملك في ترجمته: "رَوى عنه غير واحد من أهل بلده وكتب إليّ بإجازةِ ما كان عنده، وكان نبيهًا حافظًا ذا حظّ صالح من علوم اللّسان، واستُقضيَ بمالَقةَ وحُمِدت سيرتُه" (?).

50 - ومنهم: أبو محمد جابرُ بن جبيرةَ الإشبيليّ -فيما يبدو- سمّاه شيخًا له وقال: أنه حدّثه عن المقرئ المحدّث أبي القاسم القَرَمونيّ (?).

ونلاحظُ أنّ ابنَ عبد الملك ينُصُّ على أنّ معظم هؤلاء الشيوخ الأندلسيِّين كتَبوا إليه بالإجازةِ المطلقة، وهي لا تكون إلا لمن هو أهلٌ لها مثل صاحبنا.

51 - وفي هذا السّياق تَلقَّى إجازاتِ أخرى من إفريقيّةَ والقاهرة ودمشق، فقد ذكَرَ في ترجمته الحافلة لأبي العبّاس ابن الغَمّاز البَلَنْسيِّ نزيل تونُس وقاضيها المتوفّى بها سنة 693 هـ ما يلي: "رَوى عنه أصحابنا آباءُ عبد الله: ابن رشيد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015