ابنُ الزُّبَير، وذكَرَ أنّ وفاتَه سنةَ خمس وثلاثينَ وخمس مئة، ووَهِما في ذلك، وهما رجُلان، وابنُ جعفر أشهرُهما فيما استَقْرَيْتُ من آثارِهما، ولعلّ أحدَهما قريبُ الآخَر، واللهُ أعلم.
وأبوه هو المُحرَّقُ على ما سيأتي في رَسْمِه إن شاء الله (?). رَوَى عن أبيه، وأبي داودَ الِهشَاميِّ، وأبي عليٍّ الصَّدَفي. واستُقْضيَ ببلده مرّتَيْن مكَثَ فيهما خمسَ عشْرةَ سنة حَميدَ السِّيرة مرضِيَّ الطريقة. وكان من سَرَواتِ الرِّجال، يجمِعُ إلى وَسامةِ المنظَر وحُسن الشّارَة ونباهةِ السَّلَف الحِلمَ والأناةَ واللِّينَ والتَّؤُدةَ وخَفْضَ الجناح واحتمالَ أذى الخصوم والصّبرَ عليهم والرِّفقَ بهم، وله في ذلك أخبارٌ مأثورةٌ، وحِلمُه كان أغلبَ عليه من علمِه. توفِّي ببَلَنْسِيَة مصروفًا عن القضاءِ لاثنتَيْ عشْرةَ خَلَت من رمضانِ سبع وأربعينَ وخمس مئة وقد شارَفَ السبعينَ من عمُرِه، وصَلّى عليه ابنُ أختِه القاضي أبو أحمدَ بنُ مَيْمون.
رَوى عنه أبو العبّاس بنُ عليِّ بن هارون.