جاريةٌ أندَلُسيّة متأدِّبة، كانت تقولُ الشّعرَ، وعُرِضَت على ابن صُمادح صاحبِ المَرِيّة، فلمّا مَثُلت بين يدَيْه قال لها: كيف اسمُكِ؟ قالت: غايةُ المُنى، فقال لها: أجيزي [من مجزوء الخفيف]:
* سَلْ هوى غايةِ المُنى *
فقالت [من مجزوء الخفيف]:
........... ... مَن كسَا جِسميَ الضَّنى
وأراني مَدلَّهًا ... سيقولُ الهوى: أنا
كذا أورَدَ السالميّ هذه الحكايةَ في "تاريخِه"، وقال أبو القاسم ابنُ حُبَيْش: سيقَتْ لإبن صُمادح جاريةٌ نبيلةٌ تقولُ الشّعرَ وتُحسنُ المُحاضرةَ، فقال: تُحمَلُ إلى الأستاذ ابن الفَرّاء (?) -وكان كفيفًا- ليختبرَها، فلمّا وصَلتْه قال لها: ما اسمُكِ؟ فقالت له: غايةُ المُنى.
فقال [من مجزوء الخفيف]:
سَلْ هوى غايةِ المُنى ... من كسَا جِسميَ الضَّنى
فقالت تُجيزُه [من مجزوء الخفيف]:
وأراني متيَّمًا ... سيقولُ الهوى: أنا
فحَكَى ذلك لإبن صُمادح فاشتَراها.