وسترَوْنَ منه نَسَبَ الكرام مرفوعًا، وديوانَ الأدب مجموعًا، ونُخبةَ الشُّرفاءِ الطيِّبينَ أصولًا وفروعًا، وعندَكم -وَصَلَ اللهُ رِفعتَكم- عادتا بِرٍّ وبِشْر كلاهما يُنعِمُ البال، ويُفعِم السِّجال؛ وهذا الشريفُ المبارَكَ أوْلى مَن وَفَيْتُموه إيّاهما، وأنشَقتُموهُ رَيّاهما، وحَقُّ فضلِكم أن يَرعَى فضلَ حقِّه، ويختصَّه من معنى الإدناءِ والاعتناء بأجَلِّه وأدقِّه، وبإزاءِ ذلك شكرٌ هو في ذمّةِ الرسالة مترتّب، وذكْرٌ كلٌّ سمِعَ بمَسْرى طِيبِه مرحِّب؛ إن شاء الله، وهو تعالى يُبقِي جَنابَكم معمورًا، وَيزيدُ فضلَكم ظهورًا، ولا يَعدِمُكم من لدُنْه عطاءً حسابًا ومنًا موفورًا".

وكتَبَ إلى نُخبةِ الأدباء، وقُطبِ تأنيسِ الغُرباء، أبي الحَسَن بن محمد بن عليّ العُشْبيّ (?) [من المنسرح]:

"هل لك ياسيّدي أبا الحَسَنِ ... فيمن لهُ شاهدٌ [على] حَسَنِ

في الشّرفِ المنتقَى له قدَمٌ ... أثبَتَها بالوَصيِّ والحَسَنِ

أيُّها الأخُ الذي ملَّكتُه قيادي، وأسكنتُه فؤادي، عَهْدي بكَ تعتامُ الآدابَ النَّقيّة، وتشتاقُ اللّطائفَ المَشْرقيّة، وتنصفُ فترى أنّ في سيلِنا جُفاءً، وبمغرِبنا جَفاءً؛ وأنّ المحاسنَ نَبْتُ أرضٍ ما بها وُلِدنا، وزَرْعُ وادٍ ليس مما عَهِدنا، وأنَا في هذا أُشايعُك وأُتابعُك، وأُناضلُ منَ يُنازلُك؛ وقد أتانا اللهُ بحُجّة تقطعُ الحُجَج، وتُسكتُ الهَمَج، وهو الشريفُ أبو فلان (?)، [وإنه نَجْلُ الذُّرِّية المختاره، ونَجْمُ] الدُّرّية السيّارة، جَرى معَ زعزَعٍ ونَسيم، ورَتَعَ [في جَميم وهَشيم، وشاهَدَ عجائبَ] كلِّ إقليم، وشرَّقَ إلى مطلَع ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015