إنّما يتَأدّى برَوْنقِه، من عذوبةِ لفظِه ومنطقِه؛ فإذا جاذَبَه سيّدي أطرافَه، وهزَّ بالإصغاءِ إليه أعطافَه؛ رأى صَدْرًا نمَتْه سادةٌ سُرات، وبحرًا متى يَطعَمُه قال: {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ} [الفرقان: 53] , وإنّما هو حسَبٌ وَضّاح كقمرِ الدُّجُنّة، ومجدٌ طالبيٌّ من شيعتِه ذلك الجلالُ الماضي على سَنَن السُّنة؛ يُقسَمُ له محبةٌ في أبي القاسم من بِرِّه، ويُدرَى قَدْرُه فلا يُفطَمُ ابنُ فاطمةَ من درِّه؛ إن شاء اللهُ تعالى.
وكتَبَ إلى نقيبِ الطلبة، وصاحبِ القلم الأعلى من الكَتَبة، أبي زكرّيا الفازَازيّ (?) [من المتقارب]:
"لك الخيرُ لا تُخْلِها من قَبُولِ ... وخَلِّ لها نَفَحاتِ القَبُولِ
وخُذْها تحيّةَ مستأنِسٍ ... يُسلِّمُ بالبابِ قَبْلَ الدخولِ
إذا وصلَتْك فأبرِزْ لها ... من البِرِّ صفحةَ بَرٍّ وَصُولِ
وكنْ معَ مَن لا يرى بِرَّها ... كسمع المُحبِّ وعَذْلِ العَذُولِ
فإنّ شفيعي لها ابنُ الشفيعِ ... وإنّ رسُولي بها ابنُ الرسُولِ
صَلّى الله على نبيِّنا محمدٍ وآلِه، ورَزَقَنا من بركةِ المحبة فيه وفي ذَويه ما نلظ (?) بسؤالِه؛ والمشار إليه تولّاه اللهُ بحفظِه، من رُقعتي وتحيّتي تَزْدانُ من يدِهِ ولفظِه، وهو الشريفُ الأجَلّ، المبارَكُ الأسنى الأكمل (?)، نَجْمُ الدِّين ابن مهذَّب الدِّين، وإنه النَّجمُ في أوْجِه، والبحرُ متدفِّقًا بمَوْجِه؛ شَرف إلى سماءِ الكُرماءِ مَرْقاه،