ألِمَّ برَوْضي تَجْنِ ثَمَّ جَنَى حيَا ... خلا دَرَّ ذي رَيٍّ زكا سَقْيُه شُرْبا

صَفا ضِمْنَ طَلٍّ ظَلَّ عندَ غِنًى فَشَا ... قِرًى كِيلَ لي من نَهْي وَدْقٍ هَمَى سُحْبا

توفِّي أبو الحَجّاج بمَرّاكُشَ سنةَ تسعٍ وأربعينَ وست مئة.

234 - يوسُفُ بن يحيى بن الحاجِّ علي بن عبد الواحِد بن غالبِ المُهْريُّ، سَلَويٌّ سَكَنَ قَصْرَ عبد الكريم مدّةً ومالَقةَ مدّةً أخرى وسِجلْماسةَ أخرى، واستَوطنَ بأخَرةٍ أغماتِ وريكة، أبو يعقوب، ابنُ الجَنّان.

رَوى عن شيوخ [عصرِه. وكان كاتبًا] شاعرًا سَيّالَ القريحة في الطريقتَيْنِ متوسِّطَ [النَّظْم، أسرَعَ الناس] كَتْبًا وأدومَه.

أخبرَني أنه نَسَخَ "التقريبَ" لإبن حَرْب (?) [في القراءاتِ في] يوم واحد، وأنه دأبَ صَدْرَ عمُرِه على نَسخ عشرينَ ورقةً من [الوَرَق الكبير] وسُطورُ كلِّ صفحة منها سبعةٌ وعشرون سطرًا في كلِّ يوم، [ولا يتخلَّفُ عن عادتِه, وشاهدتُ] له من ذلك ما يَقضي منه العجَبَ. وكان أبدًا يَكتُبُ عن الولاةِ ويَقعُدُ [في دُكّانِه] لعَقْدِ الشروط، ويَكتُبُ أزمّةَ المجابي السُّلطانيّة، وهو معَ هذا كلّهِ [دائبُ] النَّسخ، فقلَّ كتابٌ مستعمَلٌ مشهورٌ إلّا نَسَخَه.

ولقد رأيتُ له ممّا نَسَخَ معَ اشتغالِه بما ذُكِر أزَيدَ من مئة مجلَّد في مدّة ليست بالمديدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015