رَحَلَ إلى الأندَلُس فرَوى بها عن أبي الحَجّاج يوسُفَ بن عبد الله الغافقيِّ، وإلى المشرق فأخَذ بالإسكندَريّة عن أبي عبد الله الكَرْكَنْتيّ، وبمِصرَ عن أبي الفضل محمد بن يوسُفَ الغَزْنَويّ، وتجوَّل كثيرًا هنالك واستكثَرَ من لقاءِ الشيوخ والأخْذِ عنهم، وحَجّ.
رَوى عنه أبو بكرٍ عتيقُ بن الحَسَن بن مكسورِ الجَنْب، وأبو الحَجّاج ابنُ الفَتْح الباجِيّ، وأبو الحَسَن الشارِّيّ، وأبو العبّاس بنُ هارون.
وكان فقيهًا حافظًا متقدِّمًا في معرفةِ الكلام وأصُولِ الفقه، ودرَّس ذلك كلَّه، وكان محرِّضًا على نَشْر العلم وبثِّه حريصًا على طلبِه حسَنَ اللقاءِ جميلَ العِشرة بَرًّا بإخوانِه وأصحابِه مائلًا إلى طريقةِ التصوُّف موصُوفًا بدينٍ متِين وفضلٍ وحُسن مشاركة.
توفِّي بسَلا سنةَ تسع وعشرينَ أو ثلاثينَ وست مئة. وكان له ابنٌ اسمُه عيسى وبه كُنِيَ.
[أخَذَ عِلمَ الكلام] وأصُولَ الفقه عن أبي الحَجّاج بن نَمَويّ [وأبي عبد الله ابن الكَتّانيّ].