وكراماتُ هذا الشّيخ أبي يعزَى رحمه اللهُ كثيرةٌ، ولولا الخروجُ عن المقصود لأورَدْنا [جُملةً أخرى] منها تبرُّكًا واستنزالًا للرحمة بذِكْرِه، فعندَ ذكْرِ [الصّالحين تتنزّلُ، نفَعَنا اللهُ] بهم وأفاضَ علينا بركاتِهم. وقد جَرى له ذكْرٌ في رَسْم [أبي الحَسَن] ابن حَرزهُم، وقد عُني بجَمْع أخبارِه وفضائلِه الشّيخُ الفاضل [أبو العبّاس العَزَفيّ] وأبو يعقوبَ ابنُ الزَّيّات رحمهما الله، فأفرَدَ لها أبو العبّاس مصنَّفًا [سمّاه] "دِعامةَ اليقين في زعامةِ المتّقين" (?)، وذَكَرَ أبو يعقوبَ رَسْمَه [في كتابِه المعروف] بـ "التشوُّف إلى معرفة رجالِ التصوُّف"، فمن أرادَ استيفاءَ أكثرِ أخبارِه [فلْينظُرْها] هنالك إن شاء اللهُ، وقدِ اختَلَفا في نَسَبِه كما تقَدَّم.
دَخَلَ الأندَلُس فلقيَ بالمَرِيّة أبا عبد الله بن موسى بن وَضّاح وأخَذ عنه "تنبيهَ الغافلين" في الوَعْظ لأبي اللّيث السَّمَرْقَنْديّ، وأبا القاسم عبدَ الغفُور بنَ أبي محمد النَّفْزيَّ، فرَوى عنه مصنَّفَه المشاهد في الرقائق. لقِيَه أبو عُمر بنُ عَيّاد بِانتنيان (?) سنةَ أربع وأربعينَ وخمس مئة فأجازَهما له وهو ابنُ خمسينَ سنةً أو نحوِها.
كان ذا عنايةٍ بالطريقة الوَعْظيّة، عاكفًا عليها مُكثِرًا من روايةِ المصنَّفاتِ فيها.
رَوى عن أبي محمد بن محمد بن جعفر (?).