وقَدِمَ الأندَلُسَ طالبًا العلمَ، فرَوى عن أبي الحُسَين بن زَرْقُون، وابنَيْ حَوْطِ الله، وأبي الخَطّاب بن واجِب وأكثَرَ عنه، وأبي الرّبيع بن سالم، وأبوَيْ عبد الله: ابن خَلْفُون وابن نُوح، وأبي محمدٍ عبد الحقِّ بن عبد الله بن عبد الحق، وأبي القاسم: أحمدَ بن محمد الطَّرَسُونيِّ وأكثَرَ عنه، ومحمدِ بن محمد بن عليّ بن بَاز. وأجازَ له أبو جعفرِ الجَيّارُ، وأبو عليٍّ الرُّنْديُّ؛ قرَأَ عليهم وسَمِع وعادَ إلى بلدِه بعِلم جَمّ وروايةٍ واسعة.
وكان محدِّثًا عَدْلًا ثقةً مُكثرًا مَرْضيَّ الأحوال سُنِّيًّا مشاركًا [مُقبِلًا على التدريس] مُلازمًا له.
توفِّي ببِجَايةَ سنةَ اثنتينِ وخمسينَ وست مئة.
رَوى عن شاعر الدّيار المِصريّة الأعزِّ أبي الفُتوح [نَصْر الله بن عبد الله] بن أبي القاسم مَخْلوفِ بن عليِّ بن عبد القَويّ بن الأزهر اللَّخْميِّ ابن [قَلاقس] (?).
[رَوى عنه] أبو عَمْرو بن سالم، لقِيَه بالمُنكَّب وقال: كان بصِقِلِّيَةَ كاتبًا
للرؤساء. . . . وقال: كان وَرِعًا زاهدًا فاضلًا.