واستُقضيَ [بإشبيلِيَةَ بعدَ] استدعاءِ أبي محمدٍ عبد الحقِّ بن عبد الله بن عبد الحقّ إلى قضاءِ مَرّاكُش (?)، وكان أبو زكريّا هذا غيرَ مَرْضيِّ الأحوال في أحكامِه ولا مشكورًا في سِيرته، سَمَحَ اللهُ له.
كان [كاتبًا بليغًا] حَسَنَ الخُلُق سرِيَّ الهمّة فاضلَ الطَّبعْ. توفِّي بإشبيلِيَةَ وهو يتَولَّى الكتابةَ عن واليها أبي العلاءِ الكبيرِ (?) إدريسَ بن أبي يعقوبَ بن عبد المؤمن.
أخَذَ العربيّةَ بفاسَ عن أبي بكر بن طاهر الخِدَبِّ، وبمَرّاكُشَ عن أبي موسى الجُزُوليّ، وبالأندَلُس عن أبي عبد الله بن محمد بن أبي البقاءِ وإيّاه اعتَمَدَ، ورَوى الحديثَ عن أبي الحَسَن بن حُنَيْن، وأبي عبد الله ابن الرَّمّامة وتفَقَّه به وبغيرِه من فقهاءِ فاسَ.