وقد أرسَلَ اللهُ الحَمامَ لبابِهِ ... وقارَنَه بالعنكبوتِ مُضاهيا

فباضَ على الفَوْر الحَمامُ وشَيَّدت ... من النَّسج أيدي العنكبوتِ مَبانيا

فدافَعَ عن صِدِّيقِه ورسولِهِ ... بأضعفِ أسبابِ الوجودِ مقاويا

وكم آيةٍ خَصَّت سُراقةَ إذ مشَى ... على أثرِ المختارِ للغارِ قافيا

فشاهَدَ آثارًا من الخَسْفِ كاد أنْ ... يكونَ لقارونَ السَّفاهِ مؤاخيا

ولمّا دعا بالهاشميِّ أجارَهُ ... فأبصَرَه في الحِين من ذاك ناجيا

وأصحَبَه منه ظَهيرًا (?) مُكرَّمًا ... بخطِّ أبي بكرٍ يُخيفُ الدّواهيا

وأخبَرَه أنْ سوفَ يفتحُ أمرُهُ ... مدائنَ كسرى والبلادَ الأقاصيا

ويُجعَلُ في كفَّيْهِ من بعدِ فَتْحِهِ ... سِواراهُ مما يُحرِزُ الدِّينَ ساميا

فأنجَزَها الفاروقُ في حينِ فَتْحِها ... له عِدَةً الصِّدق فيها مُباهيا

وآياتُهُ في خَيْمتَيْ أُمِّ معبَدٍ ... وفي الشاةِ إذ لم تَبْقَ تصحَبُ راعيا

وفي الذئبِ إذ أقعَى وأخبَرَ مُفصحًا ... عن المصطفى والذئبُ ما زال عاوِيا

وفي الضَّبِّ لمّا أنْ دعاهُ أجابَهُ ... وقال له: لبَّيْكَ لبَّيْكَ داعيا

وآيتُهُ إذ فارَقَ الجِذعَ فضْلُهُ ... فحَنَّ إليه الجِذعُ في الحالِ شاكيا

وإنّ انشقاقَ البدرِ أعظمُ آيةٍ ... تَرُدُّ على من كان للدِّين زاريا

وفي الجَمَل الآتي بحضرةِ صَحْبِهِ ... ليشكوَ تكليفَ المشقّةِ راغيا

وقصّتُه في المَحْلِ لمّا دعا لهمْ ... فأبصَرْتَ سُحْبًا كالجبالِ هَواميا

وسال بها وادي قناةٍ (?) لأجْلِهِ ... ثلاثينَ يومًا لم يزَلْ متواليا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015