أو من بعضِ أنظارِها، سَكَنَ بأخَرةٍ مَرّاكُشَ، أبو عَمْرو، ابن خَبّازة، نسبةً إلى خالِه الشاعر الشهير بابن خَبّازة (?) لمُلازمتِه إياه.

رَوى بفاسَ عن أبي محمدٍ عبد العزيز بن عليّ بن زَيْدان (?)، وقَدِمَ الأندَلُسَ قديمًا، فروَى بها عن أبي الحَجّاج ابن الشّيخ، وأبي محمد بن الحَسَن ابن القُرطُبيّ، ثم قَدِمَها بعدُ غير مرّة بعدَ العشرينَ وست مئة وقبلَها. رَوى عنه أبوا عبد الله: ابن أحمدَ الرُّنْديُّ وابنُ عبد المُنعم اللَّوَاتيُّ، وأبو عِمرانَ بنُ أبي الحَسَن، وأبو القاسم بن عِمران.

وكان أديبًا شاعرًا مُفلِقًا من أكبرِ أعاجيبِ الدّهر في سُرعة البديهة، ناظمًا أو ناثرًا، معَ الإجادة التي لا يُجارَى فيها، والتفنُّن في أساليبِ الكلام معرَبِه وهَزْلِه، على اختلافِ طرائقِ الناس بحسَبِ بلادِهم المتنازحة، جيِّد الخَطّ، قويَّ الأعضاء، معتدِلَ التركيب، متمكّنَ الصّحة، جَهْوريَّ الصّوت، وافرَ المُنّة وهو قد جاوَزَ السّبعينَ (?)، ذا مشاركةٍ حسَنة في عِلم الكلام وأصُول الفقه، تطوَّر كثيرًا وتنسَّك وتصَوَّف وقتًا، ووَعَظَ وتُلقّي وعظُه بالقَبُول، وعارَضَ ابنَ الجَوْزيّ في بعض فصُولِه فأجاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015