في مقدارِ نصفِه، وقَفْتُ عليه بخطِّه، ومنها: أُرجوزةٌ في قصّة مقتل الحُسَين رضيَ اللهُ عنه، عَمِلَها باقتراح الفاضل أبي إسحاقَ إبراهيمَ بن زكريّا الدِّرعيّ المالِكيِّ الكفيف، وقد تقدَّم له ذكْرٌ في رَسْم أبي أُميّةَ بن عُفيْر، ورَسْم أبي زَيْد الفازَازيِّ (?)، وأشار أبو عِمرانَ في قريب من آخِر أُرجوزته إلى معنى ما ذكَرْتُه منَ اقتراح أبي إسحاقَ المذكور ذلك عليه، فقال [من الكامل]:

وترى نعامتَهُ أكَنَّتْ فرخَهُ ... وذُبابُهُ ناءٍ مداهُ يَصيرُ

وتكلّف الصُّرَدانِ منه لسانَهُ ... ولحرِّه في الأُذْن منه ظهورُ

وحَداتُهُ قد أشرفَتْ وفراشةٌ ... وبشَعرِ صَلْصلِهِ تَراه يُشيرُ

والصّقرُ واليَعْسوبُ ثم شِمامةٌ ... في الحلقِ منه أدارَهنّ مُديرُ

رَحُبت دجاجتُهُ وزان غُرابُهُ ... خَرِبٌ فليس لحُسنِهنَّ نظيرُ

والغُرُّ منه وناهضاهُ كأنما ... للشرّ يجري بينَهنَّ كسيرُ

وترى القَطاةَ علَتْ على خطَّافةٍ ... وترى أديمًا قد علاه النُّورُ

وأقَلَّ ذلك كلَّهُ بحوافرٍ ... صُلبٌ أقلَّتْها هناك نُسورُ

يَعْدو وأجنحةُ الطّيورِ تمُدُّهُ ... فبَكَتْ شَمالٌ خلفَهُ ودَبُورُ

وفي جغرافيا ونقَلتُه من خطِّه أيضًا [من السريع]:

سافِرْ بلا زادٍ ولا مركَبِ ... من مطلَع الشمس إلى المغربِ

وخُضْ بحارَ [الأرضِ] (?) ما عَرْبَدَتْ ... أمواجُها يومًا على مركبِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015