ولكمْ عذولٍ قد ردَدْتُ مقالَهُ ... ردَّ المقيم على مقام الهُونِ
لم أستطعْ رَجْعَ الكلام وإنّما ... أعرَبتُ عما شفَّني بأنيني
لا نُصحَ يُجدي في مَشُوقٍ جسمُهُ ... قد دَقَّ حتى عاد كالعُرجونِ
دع ذكْرَ عُروةَ أو كُثَيِّرِ عَزّةٍ ... وابن الذَّريح وقيسٍ المجنونِ (?)
يكفيكَ من بحرِ الغرام وعصفِهِ ... دمعُ الهوى وتنفُّسُ المحزونِ
لا صبرَ لي من بعدِهم لا صبرَ لي ... ولوَ انّني في حِلم شمسِ الدِّينِ
العالِم العَلَمِ الذي تَزْهَى بهِ ... أرضُ العراق إلى أقاصي الصّينِ
والأوحَدِ السبّاقِ غيرَ مُدافَعٍ ... في حلبةِ المفروضِ والمسنونِ
إنسانُ عين الفَضْل قلبُ ضلوعِهِ ... بشواهدٍ جَلّت عن التبيينِ
بالله أو في الله أو لله ما ... يأتيهِ حين تحرُّكٍ وسكونِ
لم يأتِ في الإبداع فنًا واحدًا ... إلا أتَى من بعدِه بفنونِ
حَفِظَ ابنُ إسماعيل فقهَ ربيعةٍ ... زُهدَ الجُنَيْد ذكاءَ أفلاطونِ (?)
إنْ ظَن أرسَلَ ذهنَه مستثبِتًا ... فأتاه عمّا ظنَّه بيقين
يَا مَن يُعارضُه بعارضِ علمِهِ ... إياك خَوْضَ البحرِ دونَ سَفِينِ
كم مُدّعٍ قد رام ما قد رمتَهُ ... بمُغالطاتٍ في حلى تزيينِ