تلا على أبي الحُسَين ابن البَيّاز -بالباء مفردةً والياءِ بثِنتينِ من تحت وآخِره زاي- وأبي عِمرانَ بن سُليمان. تلا عليه بحرفَيْ نافع وأبي عَمرِو أبو القاسم عبدُ الرحمن بن محمد بن حُبَيْش فيما قال أبو الرَّبيع بن سالم، وقال أبو جعفر ابنُ الزُّبير: أسنَدَ عنه القراءْاتِ تلاوة. واليدُ بما قيَّده أبو الرَّبيع أوثق، واللهُ أعلم.
رَوَى عن أبي الوليد أحمدَ بن عيسى بن حَجّاج، وكان أديبًا نبيلًا بارعَ الخطِّ جيِّدَ الضَّبط، كتَبَ الكثيرَ وعُنِيَ بالعِلم أتمَّ عناية، وكان حيًّا سنةَ ثلاثينَ وست مئة.
رَوَى عن أبي جعفر بن إبراهيمَ بن كوزانةَ، وأبي محمد بن حَوْط الله. وكان محدّثًا ثقةً فاضلًا فقيهًا، عاقدًا للشروط، مُبرِّزًا في العدالة لا يقاسُ به فيها أحد، وكان يَؤُمُّ في العَجْماوَيْن (?) بمسجد إزاءَ دُكّانِه الذي انتَصَبَ فيه للتوثيق، وفي سائر الصَّلَوات في مسجدِ بمقرُبة من دارِه، وكان الناسُ يقصِدونَ الصّلاة خلفَه تبرُّكًا به وبفضلِه ووَرَعِه وجَوْدةِ قراءتِهِ.
وتوفِّي بإشبيليَةَ بعدَ تغلُّب النّصارى على قُرطُبة، وكان تغلُّبُهم عليها يومَ الأحد لسبع بقِينَ من شوّالِ ثلاثٍ وثلاثينَ وست مئة، وإنّا لله وإنا إليه راجعون.
رَوَى عن أبي القاسم الحَسَن بن عُمر الهوْزَني.