كان من أهل العناية بالآداب، ذا حظٍّ من قَرْض الشِّعر.
خالُ الحافظ أبي عُمر ابنِ عاتٍ. أخَذَ عن أبيه العربيّةَ والأدب، ورَوَى عنه، وعن أبي علي الصَّدَفي وشارَكَ فيه أباه، وأبي محمد الرَّكْلي، رَوَى عنه أبو عبد الله ابنُ أبي بكر بن عَفْيُون، وكان أديبًا كاتبًا بليغًا شاعرًا مجوِّدًا سريعَ البديهة متوقِّدَ المخاطر، من بيتِ علم، شديدَ الانقباض، قانعًا في معيشتِه بما يَستفيدُه من ضَيْعة وَرِثَها عن أبيه ليست بالعظيمةِ الجَدوى صان بها نفْسَه عن التعرُّض إلى شيءٍ من الأعراضِ الفانية حتَى لحِقَ بربِّه نفَعَه الله، ومن قولِه يصِفُ الثلج [طويل]:
ولم أرَ مِثْلَ الثَّلْج في حسْنِ منظرٍ ... تقَرُّ به عَيْنٌ وتَشنَعُه (?) نَفْسُ
فنارٌ بلا نورٍ يُضيءُ له سَنًا ... وقَطْرٌ بلا ماءٍ يُقلِّبُه اللّمْسُ (?)
ترى الأرضَ منه في مثالِ زُجاجةٍ ... كأنَّ كؤوسَ الماءِ تَجْمَعَهُ كأسُ
توفِّي في حدودِ الخمسينَ وخمس مئة.