أبا بكرٍ ابنَ أحمدَ الكِنانيَّ الآتي ذكْرُه في موضِعه من المحمَّدِينَ في هذا الكتاب، فأدَّيا فريضةَ الحجّ ولقِيا هنالك بقايا الشّيوخ فأخَذا عن طائفةٍ منهم، وقَفَلا إلى الأندَلُس واستَصحَبا فوائدَ جمّةً وغرائبَ كتُب لا عهدَ لأهل الأندَلُس بها انتَسخاها هنالك، وتوافَقا على أن يَنسَخَ أو يقابِلَ أحدُهما غيرَ ما يَنسَخُه رفيقُه أو يُقابلُه استعجالاً لتحصيلِ الفائدة، حتّى إذا ألقيا عصا التَّسْيار بمقَرِّهما إشبيليةَ انتسَخَ كلُّ واحد منهما من قِبَل صاحبِه ما فاتَه نَسْخُه بتلك البلاد. فكان ممّا جَلَباه: "الكشّاف عن حقائقِ التنزيل" صَنعةُ جارِ الله العلّامة الأوحَد أبي القاسم محمودِ بن عُمرَ بن محمد الخُوارِزْميِّ الزَّمخشَري، وكان مما تولّى نَسْخَه أبو العبّاس هذا من الأصل المُحَبِّسُ بمدرسة القاضي الفاضل أبي عليٍّ عبد الرّحيم بن عليّ بن الحَسَن بن الحَسَن بن أحمدَ البَيْسانيِّ (?)، رحمه اللهُ، بالقاهرة، وهو مسموعٌ على مصنِّفِه، و"مقاماتُ الزّمخشَريِّ الخمسون" (?)، و"شرحُ السُّنة" تأليفُ الإمام أبي محمد الحُسَين بن مسعود البَغَويُّ (?) رحمه الله، و"تاجُ اللُّغة وصِحاحُ العربية" تصنيفُ أبي نصرِ إسماعيلَ بن حمّاد الفارابي نزيلِ نَيْسابورَ المعروفِ بالجَوْهريِّ رحمه الله، وهو مما قابَلَه أبو العبّاس هذا، وكانت النُّسخةُ التي جَلَباها من هذا الكتابِ في ثمانية أسفار بخطٍّ مشرِقي (?)، و"إكمالُ الأفعال" تأليف أبي بكر محمد بن عُمر بن