هذا كتابُ الله يَهدي الوَرى ... لكلِّ عِلْم نورُه الساطعُ
معرفةُ الله وآياتهِ ... ومَنْهجِ الرُّسْل [فما الرابعُ]
والعلمُ والحكمةُ في طيِّهِ ... أجمَعَ وهْو المُعجِزُ الصادعُ
وهو من الله فما فوقَهُ ... هادٍ إلى الله ولا شافعُ
جعَلَه اللهُ فينا شافعًا، وعنّا دافعًا، ولنا هاديًا نافعًا، ولدرجتِنا بالإيمانِ به وبما تضمَّنَه رافعًا، وآتانا فيه فهمًا، وبآياتِه علمًا، وجعَلَنا ممّن انجَلى بنورِه عن قلبِه رَيْنُه، ورأى أنه شَرَفُه وزَيْنُه، واستغنَى به ولم تمتدَّ عينُه، بمنِّه وكرَمِه.
وصُرِف أبو محمد بنُ محمد بن عيسى التادلَيُّ (?) عن قضاءِ فاسَ فكتَبَ إليه أبو حَفْص يهئئُه بانعزالِه عن خُطّةِ القضاء وَيشْكو تنشُّبَ نفسِه فيها: وَصَلَ إلينا فلان فاستقبَلْنا منه أثَرَ لقائكم، ومشاهدةَ علائكم، يَنشُرُ بِشرًا، ويَعبَقُ نشرًا، فحدَّثني بارقُهُ عن ذلك الغَمام الصيِّب، وذكَّرني بها أبي الطيِّب [من الطويل]:
وألقَى الفمَ الضَّحّاكَ أعلمُ أنهُ ... قريبٌ بذي الكفِّ المُفدَّاةِ عهدُه (?)