على كلِّ حالٍ لم أحُلْ عن عهودِكم ... ولا دِنتُ في دين الهوى بسوى الصِّدقِ
وإن فاز غيري بالمنى وحُرمتُهُ ... فما حيلةُ الإنسان في قسمةِ الرِّزقِ!
وكتَبَ أبو المطرِّف ابنُ عَميرةَ إلى أبي عبد الله ابن الجَنّان من مَرّاكُش الرسالةَ التي أولُها: [إلى متى افتراقٌ] واجتماع، وقد تقَدَّمت في رَسْم أبي عبد الله ابن الجَنّان (?) فأدرج معه [هذه الرقعةَ إليه]: كيف حالُ سيِّدي حقًّا، وواحدي ومُساعفي حين قلَّ الصَّديقُ [صدقًا، أمّا] أنا فإنّ حالي خاملةٌ لبُعدِه، ونفسي مُنقسِمةٌ من بعدِه، وله الفضلُ في إفهامي (?) [بحركتِه] ونشاطِه بما يؤنسُني ويُشرِّفُني، ويُقرِّطُني ويُشنِّفُني، وإعلامي بحالِه [وأعمالِه] في حِلِّه أو ترحاله، خار اللهُ له، وأنجَحَ أملَه.
وكتَبَ إليه أبو المطرِّف (?): أبقَى اللهُ الأخَ المباركَ كريمَ الشمائل (?)، ناجح (?) الوسائل، مبسوطَ الوجهِ للسائل، مقبوضَ اليدِ عن جزيل النائل، ولا زال حميدَ المذاهب، وحيدَ المناقب، مَصُونَ الجانب، مُبلَّغَ (?) الحاجاتِ والمآرب، كتابي إليه من بَرْشانةَ (?) كلأها الله (?)، وقد وصلتُها بعد عَشْر، والآمالُ (?) بين طيٍّ ونشر، وإماتةٍ وحشر، سُبلُ مياهِها (?) رديّة، ومنازلُ وخيمةٌ وَبِيّة، ومتاعبُ ظاهرةٌ وخَفِيّة،