وزَعَم أنّ شلانونَ قال له: ليلةَ الثلاثاءِ تأهَّبْ وزود معَ ذلك الشيءِ الذي أعطيتُك قطعةً من عُودٍ رَطْب، فأرانا جميعَ ذلك.

ولمّا انتهى هذا المجلسُ إلى هذا الحدّ أذَّن المؤذِّنُ بالمغرِب فصَرفْتُه واستوثَقْتُ من أبيه وانصرَفت.

وبعدَ انصرافِه عنّي نَدِمت، ورأيتُ أنّي ضيَّعتُ الحَزْم، فإنّي خِفتُ أن يرجِعا معَ أنفُسِهما فيتبيَّنَ لهما أنّ المسألةَ قدِ انتهت إلى حد لا تُترَك فيستَخْفِيا، ولم يكنْ لي حيلةٌ إلى الصّباح، ولمّا أصبَحَ غَدَوْتُ مُستخِيرًا الله تعالى (?)، فعرفتُ بها مجملًا إلا مواضعَ منه عَرَفَ مَن أدام اللهُ عزَّهما وفَهِما منه ما فَهِما ممّا لا يفهمُه غيرُهما.

وقال الشّيخُ الموقَّرُ المكرَّم أبو سعيد (?): ينبغي أن نراه.

فقلتُ: وما تصنَعونَ برؤييه وهو شيطانٌ لا يُبالي ما يقول؟

فصوَّب ذلك الشّيخُ أبو محمد (?) ووَجَّه بأنْ قال: أرأيتَ إن سمِعتُ منه في الأمر شيئا، أأترُكُه؟ والله لأفُكّنَّ عُنقَه، أو كلامًا هذا معناه.

فقال الشّيخُ المكرَّم أبو سعيد: ومعَ هذا لا بدَّ من أن يصيرَ هذا الخبرُ عِيانًا.

ثم قال لي: توَلَّ هذا بنفسِك، اذهب الآنَ فجئْنا به، ففعَلتُ.

ولمّا دَقَّ عليه الغلامُ البابَ -وقد كنت خائفًا ألّا أجِدَه- إذا به قد خرَجَ فقلتُ له: الطريق، فدخَلَ ودخلتُ معَه وإذا بابنِه.

فقلتُ: ما صَنَعَ هذا الطالبُ، هل رأى شيئًا البارحةَ؟ قال: لا، بل نام وقد نفَعَه ما أسمعتُموه، وأيضًا فإنه أكثرُ [ما يَرى المَرائي] (?) إذا بات عندَ أمِّه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015