من نار كأنه جمرة، ففُتِحَ، فرأيتُ في التابوتِ شخصًا أبيضَ الجسم أسودَ الوجه في ساقَيْه كُبولٌ من نار. قلتُ: من هذا؟ قال لي: هذا من كانت تُضرَبُ على رأسِه الطبول وتُنشَرُ [له] الألوِيةُ في الدُّنيا، وسيُفسَّرُ لك بعدُ.
قلتُ له: فما الذي وُعدتَ به؟
قال: أخبَروني أنّي سأملِكُ الدنيا كلَّها.
وكان قد ذكَرَ في كلامِه أنه كثيرًا ما يرى في الذين يُكلِّمونَه سُليمانَ وذا القَرنَيْن، فقلتُ له: وما المعنى في ذلك؟ قال: أني أملِكُ مثلَ مُلك ذي القرنَيْن ويُسخَّرُ لي ما سُخّر لسُليمان، وذَكَرَ أنّ سُليمانَ ألبَسَه خُفَّيْن، [وأنّ ذا القرنَيْنِ فعَل] فعلًا لا أعيِّنُه الآن.
قلتُ له: ومتى قيل لك يكون هذا [المُلك؟
قال: يكونُ] ابتداؤه سنةَ ثلاثينَ وست مئة.
قال: وكمالُه واستيساقُه سنةَ [ثلاثٍ وثلاثينَ] (?).
قال: وعُمري إحدى وثمانونَ سنة.
قال: وإذا استَوْسَقَ ليَ المُلكُ بالمغرب تَركْتُ فيه رجلًا يقال له: محمدُ بن أحمد.
قال: وحينَ ذلك أمشي إلى المشرِق فَأجِدُ المَروانيَّ، وهو محمدُ بنُ عبد الله، [فأُبايعُه] عند الرُّكنِ والمقام، ويفتَحُ البلاد، ويستولي على العراق، وهُو الذي يَتِمُّ [به] أربعونَ خليفةً (?).